الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
شرح لمعة الاعتقاد
231926 مشاهدة
اعتقاد أهل السنة في العشرة المبشرين بالجنة

نشهد أن العشرة المبشرين بالجنة كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم وثبت في الحديث في سنن الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف وكذلك أيضا ثبت عن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لهؤلاء العشرة بالجنة فقال: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة في الجنة .
هؤلاء هم العشرة، الخلفاء الأربعة والستة الباقون من العشرة، وفي هذه المنظومة الحائية التي في آخر هذا الكتاب، ذكر أيضا فضل الصحابة رضي الله عنهم، يقول:
وقل إن خير الناس بعد محمد
وزيراه قِدما ثم عثمان الأرجح
وزيراه: أبو بكر وعمر .
ورابعهم خير البرية بعدهـم
علي حليف الخير للخير يمنـح
هؤلاء الخلفاء الأربعة.
وإنهم للرهط لا شك فيهـمُ
على نجب الفردوس في الخلد تسرح
يريد التسعة.
سعيد وسعد وابن عوف وطلحة
وعامر فهـر والزبير الممدح
هؤلاء الستة نظمهم في بيت.
وقل خير قول في الصحابة كلهم
ولا تك طعانا تعيب وتجـرح
فالعلماء اهتموا بذكر فضائل الصحابة رضي الله عنهم.